اتراقص طربا كعادتى فى مرسمى الخاص نوعا من الطقوس امارسها قبل بدأى بملامسة اللوحة الورقية الناصعة البياض ووسط تيار الموسيقى المتدفق بعمق الى اعماق وجدانى وجدت حالى ارحل بعيدا لبلاد لم تطأها قدم انسان ،فحتى رمال جزيرتى تهفو خطواتى الهزيلة هزال مرضى العضال الذى بات يهد جسدى ووجدانى المرهف الاحساس ،انها ضريبة الفن ولكنها قربانى الصادق لك ايتها اللوحات الا تتذكرى ؟!الا تتذكرايتها الرئة نسمات الهواء المثلجة القادمةلتغلف شغاف القلب ،فهذا كان ميثاق حبى لك حينما تحديت قوانين الطبيعة واهملت ضعفى وخرجت رغما عن الالم ارسم فى العراء ،مقاوما كل ادويتى الكريهة المذاق ،وانت ايها البحر الهائج الا تتذكر انك كنت مدادا لقلمى فى كتابة هذا الميثاق ام انك نسيت عبثى الطفولى فى خضام امواجك العاتية ؟!،فجأة استشعر خطوات متسللة ولكنها مالوفة لى
انها هى .....ملهمتى ورفيقة دربى الشائك مرتدية شباك البحر الرائعة الانسيابية ،اما عن عيناها فهى محياطات الوجود الشاعرية ،هنا اغرق وانجو وتجذبنى لاقع فريسة هذا اللحن الملائكى المتعدد الطبقات فصوتها اروع لغات الانسانية ، ااااااووووة .."।نسيت ان اخبرك عن دورك التالى فى لوحتى هذة " حاكيتها بنبرة امرة حادة فوجدتها تحيط يدى بملمس المشاعر الحانية قائلة"هدىء من روعك انى ادرك ما يجول فى عقلك وقلبك السنا جسد واحد ؟"تساؤل اجبت عنة بنظرتى الطفولية العابثة
جاء دور الفرشاة الحالمة فوجدتها تقلب ادواتى فى نشاط قائلة"انت لم ترسمنى قط؟" انها تسالنى وهى تدرك الجواب جيدا "كيف لى ان ارسم العطور الساحرة ،هل تستطيع فرشاتى القيام بواجبها الروحانى لوصفك ايتها الحورية النورانية الوجة ؟"انى اتوة وسط عوالم الوصف حينما ارى تلك الملامح،واغيب عن عالم البشر حينما تصل الحان صوتك لتلك الاذن الضعيفة الكيان
تسالت قائلة "اعطنى اذا لونا اجعلة تعويذتى الابدية ؟"فاجبت "انتى فوق الالوان ولوصفك احتار البشر من بنى الانسان ولكنى احبك حينما تكونى سماوية الثوب دعينا نلون لوحتك يا عزيزتى لتكون شفافة الوجدان خالية من غدر الزمان وتقلب الكيان .................
ظللت انا وهى نلون اللوحة ولانزال فنحن داخل كل فرد منكم شرط ان يكون مخلص الاحساس ،شفاف الكيان،مفكر فى بحور الحقيقة ،بعيد كل البعد عن احقاد البشر الكثيرة ............