CLICK HERE FOR THOUSANDS OF FREE BLOGGER TEMPLATES »

18 أغسطس 2009

"اجهاض عاقر"...قصة قصيرة


تحاملت على نفسها فى صمت والم متداخلين...تحاول اخفاء مضغة دامية خالية الملامح ، تناثر الدماء صار يقتلها ببطء شديد ....والاكثر قتلا لها هذا التساؤل الوحيد داخلها كيف لها ان تجهض وهى عاقر!!

تنفست عميقا بحثا عن مخبا لروحها داخل روحها ،فلقد اجهضت اخر مضغة تربطها بعالم بنى الانسان وضربت بذلك كل قوانين الحرية والشعور والحياة عرض الحائط .....فلقد اجهضت العاقر جنينها الاول والاخير .......

تالمت كثيرا حينما علمت برحيل الدماء ....اليس هذا مضحكا فى حد ذاتة ان تبكى رحيل الالم عنك ؟!ان تبكى رحيل العذاب المتقد داخلك لمجرد انك صرت تعيش لتروى المك بدموعك المكتوبة فى رواية الخالدين للابد وسط تنور العذاب ....هكذا تذكرت العاقر مضغتها المفقودة فتحسست رحمها باصابع واهنة خط بها الزمان تجاعيدة المنكسرة ،ظلت تتلمس الاهات فى شفقة لا متناهية ...لربما نسيت الذكريات بضع قطرات دماء داخلها .....لربما كونت الايام يوما مضغة اخرى لتعيد كتابة اسمها من جديد فى سجلات البشر المفقودة !!

رحم....جنين .........انين وصراخ متجدد يهدد ذكريات السنين والعاقر لازالت انثى تموت وسط ضلوع الايام المتشابهة فلقد نبتت فى رحمها زروع الندم والكراهية تباعا ..........نمت ...............ترعرعت ،خرجت لتتشابك حول انفاسها خانقة روحها المنسابة بين الجوارح ،تدمرها وها هى يديها تحاول الفرار لانقاذ ما تبقى من الروح .........؛।تقتلع رحمها خوفا من بقايا الذكريات المدمرة فلم يعد هناك داع لانجاب مضغة اخرى .

ارتدت ردائها الابيض من جديد،جدلت شعرها الاسود الفاحم بذات الورود القديمة المهشمة ،طوق سوار الاشواك معصمها الغض فى انين ،سطرت ايام السهر عيناها كحلا اسود........فى انتظار حفل زفاف جديد ربما وجدت من الحب ما يكفى لخروجها من دنياها العاقرة دوما وابدا .....................