CLICK HERE FOR THOUSANDS OF FREE BLOGGER TEMPLATES »

5 يوليو 2008

"كلود مونية والانطباعية فى الرسم التشكيلى"




هناك حكمة قديمة تقول: ” إذا وهبت نفسك للفن وهبك الفن بعضه، وإذا وهبت بعضك للفن لم يعطك الفن شيئاً”وهكذا فعل مونيه حين بدأت موهبته الفنية في الإعلان عن نفسها باولى لوحاته (إنطباع، شمس مشرقة)..
كانت ” إنطباع، شمس مشرقة ” أولى لوحات الفنان كلود مونيه التي أثارت جدلاً كبيراً، لأنها كانت بمثابة أولى صرخات التمرد على المدرسة الواقعية عندما أهمل الخط واعتنى بالمساحات اللونية لتسجيل الإحساس البصري الخاطف للضوء في لحظة معينة. ومنها اشتقت كلمة الانطباعية، وكانت في البداية تمثل (لفظة الانطباعية) إهانة لمن يرسم بها، لكنها سرعان ما أصبحت مدرسة تضم كل من عصفوا بالمعتقدات والأساليب القديمة وذلك بحثا عن الحرية والطبيعة والسباحة في فضاءاتها.ولد كلود مونيه في عام 1840، بفرنسا وسكن بجوار نهر السين، عشق الرسم في الهواء الطلق، والبحر والطبيعة، وتوفي سنة 1926.وفي سن الخامسة عشرة كان بارعاً في الرسم الكاريكاتوري، إلى حد التكسب منه، التحق بالأكاديمية السويسرية بباريس عام 1859م، وبعدها التحق بالجيش ومن الجزائر كتب يصف تأثير الألوان الشديدة والمتوهجة على نفسه.ترسخت علاقته برينوار ورسما معا المناظر الطبيعية في غابة فونتينيلو، وهرب من الحر الروسية الفرنسية إلى لندن وأخذ يرسم هناك المنظر الطبيعية وحين حاول هو ورينوار وأصدقاءهما المشاركة برسوماتهم في غاليري نادار بباريس، لكن رفضت أعمالهم مما جعلهم عازمين على إقامة معرض مستقل لهم، ومن هنا بدأ النقاد في الهجوم على أولى لوحاته ” إنطباع، شمس مشرقة ” - وهي نتاج الانطباعات التي تركتها الطبيعة على نفسيته أثناء رسمه لها مباشرة- مما أعطى الجماعة اسمها من هذه اللوحة.
لوحة “النزهة, امرأة تحمل مظلة” وفيها رسم مونيه زوجته كاميل وابنهما جان أثناء تنزههم في الحدائق الفرنسية وما فيها من جماليات الطبيعة الأوروبية التي لازالت تجذب هواة الجمال.ونلاحظ هنا الأسلوب الانطباعي الذي يعتمد على ضربات الفرشاة الغليظة والمكتظة بالألوان الصافية بدون مسحها على سطح اللوحة لتترك تأثيرا عليها لتظهر جماليات ملمسها , وهي ألوان براقة وضبابية في نفس الوقت لها طبقات بسيطة مسطحة ترسم فيها الفرشاة حركات الأشكال التي أمامه من نباتات وملابس وسحب كتب مونيه في مذكراته عام1891 يقول: بالنسبة لي لا وجود لمنظر طبيعي بقوته الذاتية بما أن مظهره يتغير في كل لحظة ولكن الجو المحيط يعيده إلى الحياة، بالنسبة لي يعطي الجو المحيط للمواضيع قيمتها الحقيقية.الجميل في لوحات مونيه أنه تناول موضوعا واحدا خلال اوقات مختلفة في اليوم الواحد (صباح أو ظهيرة أو في المساء أو الليل) وكذلك في اجواء مناخية مختلفة(سماء غائمة-سماء صافية-ضباب وندى) وقد كان مونيه الرائد في هذا الاكتشاف، إذ لم يسبق لاحد غيره أن تغيرت حالات لوحاته واكتسبت حقائق عديدة لموضوع واحد.وبعد أن أرهقه التعامل مع تجار اللوحات وأصحاب الصالات, فقد رفضوا أعماله تارة وعارضوه تارة أخرى، وضايقوه في الاسعار والقيمة، إلا أنه لم يشعر بالفشل بل أخذ يتطور كثيرا وتناول مواضيع كثيرة من الطبيعة والحدائق والحقول والبساتين والتلال وأشجارها الجميلة ورسم الأشخاص والزنابق وأكوام التين ومحطة القطار وقوارب الصيد والجسور والأكواخ وباقات الورد وأزهار النبق…. وكلها الآن أعمال تعتز بها أهم المتاحف العالمية وتحافظ عليها.
يبقى أن نقول أن الإنطباعية هي مذهب أدبي فني، ظهر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في فرنسا، وهو يعتبر الإحساس، والانطباع الشخصي الأساس في التعبير الفني والأدبي، لا المفهوم العقلاني للأمور. ويرجع ذلك إلى أن أي عمل فني لابد أن يمر بنفس الفنان أولاً، وعملية المرور هذه هي التي توحي بالانطباع أو التأثير الذي يدفع الفنان إلى التعبير عنه.وأطلقت الانطباعية في البداية على مدرسة في التصوير ترى أن الرسام يجب أن يعبر في تجرد وبساطة عن الانطباع الذي ارتسم فيه حسيّاً، بصرف النظر عن كل المعايير العلمية، وبخاصة في ميدان النقد الأدبي، فالمهم هو الانطباع الذي يضفيه الضوء مثلاً على الموضوع لا الموضوع نفسه.وتهدف الإنطباعية إلى إشباع العين من الطبيعة وتهتم بتسجيل الظاهر الحسي للأشياء ، في وقت ما من الأوقات وهي تضع فعل الرؤية البسيط فوق الخيال كما تضع الإبصار في مكان أعلى من المعرفة.
وقد واكبت المدرسة الانطباعية النظريات الحديثة في تحليل الضوء، فاستفادت منها في توظيف الألوان.
وتقوم الانطباعية على :
- التمرد على قوالب الكلاسكية.- الاستفادة من الأبحاث العلمية في تحليل الضوء إلى عناصره الأساسية.- الاهتمام ببقاء أثار الفرشاة على اللوحة حتى أصبح اللون يكون طبقة على اللوحة.- تجاهل الانطباعيون قضية (الموضوع) وانصبت اهتماماتهم على (الشكل) ونقل الإحساسات البصرية مباشرة إلى اللوحة دون تدخل الفكر الواعي، ودون العمل على تنظيم هذه الإحساسات، وقد أدى ذلك إلى عدم الاكتراث بالناحية الموضوعية فكان هذا التخلص من قيد (الموضوع) أخطر الآثارعلى تطور الفن الحديث. إذ أصبح من الممكن أن تمثل اللوحة أي شئ ..أو لا شيئ. وقاد هذا الإتجاه إلى عوالم التجريد فيما بعد.وقد أقامت الانطباعية أول معارضها في باريس عام 1874، وكان أخر هذه المعارض – وهو الثامن - عام 1886. وفي المعرض الثامن تالقت اتجاهات الانطباعية الجديدة عند كل من “جورج سوراه” (1859-1891) و”الفريد سيزلي” (1839-1899)
والفارق بين الانطباعية والواقعية يتجلى في :- قدرة الفنان الانطباعي على تسجيل مظاهر الحياة بطريقة موضوعية بعيدة عن التأثير الذاتي .. بعيد عن ما يسمى بالفن الخيالي.- الحرص على آنية المشهد ، فهو في الانطباعية أنما يسجل في لحظة من اللحظات، وهذا ماتطلب سرعة في استخدام الالوان فظهرت لوحاتهم وكأنها مسودات.
وسميت الانطباعية بـ”التأثيرية” أيضا لانها قامت على توضيح تأثير الضوء على الاجسام.
يقترن اسم “الانطباعية باسم “كلودمونيه Monet ؛ فقد كان أشد المعجبين بمشاهد البحر وأضوائه، وكان شديد الملاحظة، مما دفع أحد الفنانين “سيزان” أن يقول: “إن مونيه ليس إلا عينًا، ولكن يالها من عين”.
فلقد انتقل مونيه في أعماله من المكان الثابت إلى “شبه المكان”، المتغير بين لحظة وأخرى. فبعيدًا عن الغابات أو المدن أو البنايات، التقط مونيه صفحة الماء، غير الثابتة، وتأثيرات الضوء ومتغيراته عليها، تبعًا للحركة الباطنية التي تحدث فيه بفعل الأشياء أو الرياح أو الأمواج أو الجريان؛ ومن بعدُ انتقل في رسومه إلى التقاط تيمة “الدخان” الذي تنفثه مكائن القطارات، وشكله الذي يمور بحركات داخلية وخارجية، وسطوحه المنحنية، وانعكاسات الضوء عليه، وبالتالي الأشكال التي تنتج عن حركته. هاتان اللقطتان (الماء والدخان) لا تمثِّلان المكان تحديدًا، ولا الزمن تحديدًا كلاهما معًا، متداخلان بفعل عبقري.هذه الخلاصات التي توصل إليها مونيه في أعماله كانت موضع استغراب الرسامين وهجوم نقاد الفنِّ في ذلك الوقت. لكن مونيه كان سعيدًا بنتائجه. ولعل المدرسة الإنطباعية كانت بمثابة المادة الخام للتجريديين، فيما بعد، فتحولات الأشكال، هي التي قادت موندريان (1872-1944) إلى التجريد الهندسي، وقادت فاسيلي كاندينسكي (1866-1944) إلى التجريد الروحي.ورسم الطبيعة في كل أشكالها فرسم البحر ومراكبه والنهر وقواربه ورسم المدينة والقرية وداخل المنزل ورسم في أكثر الأجواء قساوة في البرد القارس مع موجات البرد والريح العاصفة لدرجة أنه كان يربط حامل لوحاته بالصخور حتى لا تنزعها الرياح.وعرضها مونيه في عام 1876في مرضه الثاني والعجيب - أنه رآها لوحة تافهة ولا فن حقيقي فيها-

0 سوسة بيطرى ترحب بالزائرين ..... علقوا يا حلوين: